الأمم المتحدة تحذر من كارثة غير مسبوقة في غزة وانهيار حل الدولتين
الأمم المتحدة تحذر من كارثة غير مسبوقة في غزة وانهيار حل الدولتين
حذر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة من أن التقارير بشأن قرار إسرائيل السيطرة الكاملة على مدينة غزة وتهجير سكانها قسراً، تنذر بوقوع عمليات قتل جماعي وتدمير للبنية الأساسية الحيوية لبقاء السكان على قيد الحياة.
وقال المكتب، في بيان صحفي صدر الأربعاء، إن تكرار أنماط العمليات العسكرية التي استخدمت سابقاً في شمال غزة ورفح، أدى إلى موجات قتل ونزوح وتجويع واعتقالات واسعة، مع أضرار جسيمة طالت المدنيين والبنية التحتية.
هجمات ونزوح بلا ملاذ
أشار البيان إلى أن الجيش الإسرائيلي صعّد خلال الأيام الأخيرة هجماته في شرق وجنوب مدينة غزة، خاصة في حي الزيتون، ما أجبر مئات الأسر على الفرار، بينهم أطفال ومسنون وأشخاص ذوو إعاقة، دون أي مكان آمن أو مقومات أساسية للحياة.
وبحسب المكتب، فإن آخرين بقوا عالقين، منقطعين عن الغذاء والماء والدواء، في ظل ظروف إنسانية قاسية.
مخالفة للقانون الدولي
أكد مكتب حقوق الإنسان أن إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، ملزمة بعدم تدمير الممتلكات المدنية إلا للضرورة العسكرية القصوى، وأضاف أن الدمار الواسع الذي لحق بالمباني السكنية في شرق وجنوب غزة لا يبدو أنه نتيجة لاعتبارات عسكرية ملحة.
وأوضح أن عمليات النزوح الجماعي للسكان لا تستوفي الشروط الصارمة التي يفرضها القانون الدولي الإنساني، والذي يسمح بإجلاء المدنيين فقط في حالات محددة ووفق ضوابط دقيقة.
وحذر من خطر وشيك لارتكاب مزيد من الانتهاكات الخطرة، داعياً الدول الأطراف في معاهدات جنيف إلى ممارسة ضغوط عاجلة على إسرائيل لوقف العملية العسكرية التي قد تؤدي إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة، وتقضي بشكل دائم على الوجود الفلسطيني في أكبر مدن القطاع.
سوء تغذية يهدد حياة الأطفال
من جانبه، كشف فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، عن زيادة حالات سوء التغذية بين أطفال غزة بثلاثة أضعاف خلال أقل من ستة أشهر.
وأوضح أن نحو ثلث الأطفال في مدينة غزة يعانون من سوء تغذية، وهو معدل يزيد ستة أضعاف مقارنة بما كان قبل انهيار وقف إطلاق النار. وأكد أن الأزمة ليست كارثة طبيعية بل "تجويع بفعل البشر يمكن منعه".
ولفت لازاريني إلى أن مستودعات الوكالة في مصر والأردن تحتوي مساعدات تكفي لستة آلاف شاحنة محملة بإمدادات غذائية وطبية تكفي ثلاثة أشهر، غير أن إدخالها ما يزال ممنوعاً منذ أكثر من نصف عام.
استيطان يقوض حل الدولتين
وفي الضفة الغربية، أثار إعلان السلطات الإسرائيلية بناء مستوطنات جديدة ردود فعل أممية غاضبة، وقال ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، محذراً من أن الخطوة الأخيرة ستؤدي إلى تقسيم الضفة بشكل أكبر، ما يقوض إمكانية تطبيق حل الدولتين.
ودعا دوغاريك الحكومة الإسرائيلية إلى وقف الأنشطة الاستيطانية والالتزام الكامل بالقانون الدولي.
يعيش قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 واحدة من أعنف الأزمات الإنسانية في تاريخه، مع حصار شامل وعمليات عسكرية إسرائيلية متواصلة أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد معظم سكانه. وترافق ذلك مع انهيار شبه كامل للبنية التحتية، وانقطاع شبه دائم للغذاء والماء والدواء والكهرباء.
أما في الضفة الغربية، فقد شهدت وتيرة الاستيطان الإسرائيلي تسارعاً غير مسبوق، وسط تحذيرات أممية ودولية من أن ذلك يهدد حل الدولتين ويجعل تحقيق السلام أكثر صعوبة. وبينما تتزايد الضغوط على إسرائيل لوقف عمليتها العسكرية والسماح بدخول المساعدات، تبقى الأزمة مفتوحة على احتمالات تصعيد إنساني وأمني خطر.